الطفل
يتعلم من الأشخاص والأدوات، بالاستماع للأصوات التي تصدر عنهم، وذلك
بالنظر إلى أشكالهم، وباستكشافهم عن طريق اللمس والشم والتذوق، أما إذا
كانت هذه الحواس ضعيفة، فإن قدرات الاتصال ومهارات التفاعل مع الآخرين قد
يتأخر أداؤها. ولذلك ينصح الدكتور وائل عبد الخالق الدكروري، كبير أخصائيي
النطق واللغة ورئيس وحدة اضطرابات النطق واللغة عند الأطفال والمشرف
الإكلينيكي لقسم اضطرابات التواصل والبلع بمستشفى التأهيل بمدينة الملك
فهد الطبية في الرياض بإتباع العوامل المساعدة التالية لمساعدة الطفل على النطق:
أولا: تهيئة الجو المناسب للتخاطب الفعال مع الطفل، لأن الطفل بحاجة لهذا التخاطب، ويتم ذلك عن طريق إتباع نمط ثابت من النظم والروتين والحدود في حياته، ومن الضروري أن يشعر الطفل بأنك تشجعه على استخدام كلمات حقيقية للتعبير عن نفسه عندما يحاول ذلك، ولا بد من خلق جو إيجابي فعال عندما يعبر الطفل عن حاجاته، وذلك بالاستجابة لهذه الحاجات، ومن المفيد إثارة الطفل على الاستكشاف والتعلم من غير ضغط عليه حتى لا يؤدي إلى التوتر، وبخاصة عندما يحاول المخاطبة.
ثانيا: جذب انتباه طفلك، وذلك قبل
أن تعطيه توجيهات أو تفسيرات، وتأكد أنه ينظر إليك، ومستعد لاستقبال
رسالتك، واستخدم كلمات بسيطة، مع التأكيد الخاص على بعض المفردات مثل: أن
تناديه باسمه أو استخدام الكلمات: انتبه، اسمع، انظر.
ثالثا: مساعدة الطفل على
فهم الكلام، حاول عند الكلام أن يكون وجهك عند مستوى نظر الطفل، واستخدم
لغة واضحة جملها مفيدة وبسيطة تناسب عمره، وحدد بدقة الأسماء والأشياء
وكرر ما تقول، واستخدم الحركات والإشارات التي تساعد على توضيح دلالات
الكلام، عندما تشعر بأن الطفل لم يقدر على ربط اللفظ بالمعنى. واعلم وتأكد من نجاح الطفل على إنجاز المطلوب بمساعدته وتوجيهه خطوة خطوة، وبخاصة إذا فشل فشلا محبطا بعد سماعه ما طلب منه، واعمل على تحقيق هذا النجاح.
رابعا: الحرص على أن يكون الكلام مناسبا للموقف. تكلم عن الأشياء الواضحة التي تشارك الطفل بها،
كالسماع والمشاهدة والشم والتذوق في لحظة وقوعها، إذ إن من طبع الأطفال أن
يصغوا باهتمام إلى اللغة الواضحة المعاني التي تشد انتباههم.
خامسا: إعطاء الطفل الوقت
الكافي ليستجيب، فالأطفال المتأخرون لغويا يحتاجون، أحيانا، إلى وقت أطول
ليستوعبوا ويتذكروا المعلومات. لذلك يجب أن يمنحوا وقتا أطول ليعبروا عن
أفكارهم، وإن هذا الوقت الطويل يثير الأبوين، لأنهما شغوفان بسماع رد
طفلهما.
سادسا: الاستماع لما يريد طفلك نقله إليك، انظر إلى الطفل أثناء محاولته التخاطب معك،
ودع ملامح وجهك ونغمات صوتك تساعدك على إظهار اهتمامك به، استمع لنغمة
صوته وراقب وجهه وجسمه وحركات يديه، إن مجموعة هذه السلوكيات تساعد على
فهم الرسالة، التي يود الطفل توجيهها إليك.
سابعا: توفير النموذج اللغوي للطفل ليقلده ويوسع قدراته اللغوية، فعندما يصبح الطفل قادرا
على التعبير عن أفكاره بكلمات منطوقة، لكون الكلمات وضعها في جمل قصيرة
لتوسيع الاستجابة، وقدم له نموذج تراكيب جديدة أو جملا تزيد على ما قاله،
إن هذا يقدم لابنك أفكارا جديدة وواضحة وتراكيب لغوية جديدة.
ثامنا: مكافأة الطفل لمحاولته المشاركة في التخاطب، إن رغبة الطفل بالاتصال
والتخاطب الكلامي تعتمد جزئيا على نوع التشجيع الذي يلقاه، وإن ابتسامتك
التشجيعية، ومعانقته، وكلمات المديح الصادق، كلها أمور تستطيع تشجيع الطفل على التفاعل، وتعلمه أن التعبير الكلامي إيجابي.
تاسعا: كن مراقبا جيدا لمحاولات
طفلك الاتصال، راقب كيف يعبر طفلك عن حاجته، واعرف الأوقات التي يتفاعل
فيها مع الآخرين، صف له الجلسة أو النشاطات التي يظهر أنها تثيره على
الاتصال، اكتب كلمة أو جملة استخدمها، بالطريقة التي استخدمها بها تماما،
استند إلى الملاحظات لتعرف مستوى نموه اللغوي/ الاتصالي بدقة، وإن مساعدته
ستكسبه مهارات جديدة، تتناسب مع قدراته، ويجعلك تعرف الأشياء التي يجب
تقديمها إليه، وهذا بحد ذاته نجاح وفائدة للطرفين