منتدى جنة الفردوس
(يـــــــــارب رضــــــاك والجنة)
*******
أسألكم الدعاء بحسن الخاتمة
والموت فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
***************
اللهم إنى أشهدك إنى أحب رسولك (صلى الله عليه وسلم)وأحب الصحابة(رضى الله عنهم جميعا)
وأحب زوجاته (رضى الله عنهن جميعا) وأحب آل البيت
اللهم فاجمعنى معهم فى جنتك
اللهم آمين
منتدى جنة الفردوس
(يـــــــــارب رضــــــاك والجنة)
*******
أسألكم الدعاء بحسن الخاتمة
والموت فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
***************
اللهم إنى أشهدك إنى أحب رسولك (صلى الله عليه وسلم)وأحب الصحابة(رضى الله عنهم جميعا)
وأحب زوجاته (رضى الله عنهن جميعا) وأحب آل البيت
اللهم فاجمعنى معهم فى جنتك
اللهم آمين
منتدى جنة الفردوس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهـلا وسهلا زائر فى منتديـات جنة الفردوس

 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
الديب جروب أدارة أولاد الحاج عوض الديب كل ما يلزم البيت العصرى لتجارة الأدوات المنزلية والتحف والأنتيكات كل ما يلزم العروسة من الصينى والكريستال  بمحافظة دمياط بمنطقه باب الحرس  فى أنتظاركم ونرحب بيكم 

 

 تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
alokab
عضو
عضو



ذكر
عدد الرسائل : 4
العمر : 40
الموقع www.alokab.alafdal.net
المزاج : مراقب
نقاط : 8
تاريخ التسجيل : 21/01/2010

تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة   تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة Emptyالخميس يناير 21, 2010 1:22 pm

تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة

الشيخ/ سعيد عبد العظيم



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،



أما بعد



فقد
كان من السمات الواضحة والبارزة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي
انتشار كتب الشيخ الألباني (محدث ديار الشام) -رحمه الله-، وحرص شباب
الدعوة في الجامعة على حفظ أقواله وترديد استدلالاته، حتى بات معلماً
بارزاً ومكوناً رئيسياً من مكونات هذه الصحوة المباركة.



فالرجوع
لفهم ابن تيمية وابن القيم وابن كثير... وأمثالهم من المتقدمين، وابن باز
والألباني من المعاصرين ظاهرة لا تخطئها العين، ومن أعظم الأسباب -بعد فضل
الله- في ولادة وتشكيل السلفية المعاصرة -كما يقولون- فكرياً وعقائدياً،
وظهور المناداة بعودة الأمة للكتاب والسنة فهم سلف الأمة علماً وعملاً
واعتقاداً، وطرح الأصول والبدع والضلالات التي شابت هذا المنهج الصافي.



والسلوك مرآة الفكر -كما هو معلوم-، والجحود يضر صاحبه، والحر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن أفاده لفظة، ووفاء العهد من الدين.



لقد
كانت حقبة الستينات من القرن الماضي حقبة بائسة جداً؛ ران فيها الجهل
بالكتاب فضلاً عن السنة، وشاع فيها الانحلال، وغلب فيها الإرجاء والدروشة
الصوفية على عقائد الناس، فالندرة هي التي تصلي، ومن يدخل المسجد أشبه
بالغراب الأبقع، وحالة النساء في ذلك أسوأ من حالة الرجال.



فلا
معرفة يومئذ بحجاب أو إطلاق لحية، وإذا قيل للواحد في ذلك قال: ربك رب
قلوب، وطالما القلب أبيض وسليم، وأنا لا أزني، ولا أسرق، يكفيني ذلك!!



وعلاقة الكثرة في الريف والصعيد بالدين تقتصر على حضور الموالد وصرف العبادة للمقبورين من دون الله.



وتفاصيل
أحوال الأمة يستدعي مجلدات للتعرف على سوابق ومقدمات هذه الولادة المباركة
التي حدثت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والتي هي أشبه بألم
المخاض، ومن تتبع السنن والسير وعلم عجائب التدبير، وكيف أنه لا تزال
طائفة من الأمة ظاهرين على الحق، لا يضرهم ممن خالفهم أو خذلهم حتى يأتي
أمر الله وهم على ذلك.



وأن الله يبعث على رأس كل مائة عام
من يجدد لهذه الأمة شبابها وأمر دينهم، وأن الله يحفظ دينه،وأنه -سبحانه-
غالب على أمره، ومتم نوره ولو كره الكافرون.



أقول: مَنْ
عَلِمَ ذلك أدرك تفاهة المقولات أن فلاناً سمح بولادة التيار الإسلامي
لمواجهة الشيوعيين، أو أن السفر لدول الخليج للعمل هو الذي أتى بالفكر
الوهابي لبلادنا أو... أو...



فالفضل كله بيد الله يؤتيه من
يشاء، ولا راد لقضائه، ولا معقب لحكمه، والسنن ماضية في الخلق، وإن الله
ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وأقوامٍ لا خلاق لهم. وتدبير الأعداء
تدميرهم، وكيدهم دائماً يرتد إلى نحورهم، وشأن هذا الدين كشأن المطر لا
يُدرى أوله خير أم آخره خير؟ والمستقبل للإسلام بغلبته وظهوره.



وماذا
يصنع من رأى المناهج الخربة كالاشتراكية وتسلط الأعداء والهزائم المتكررة،
وانحراف الأمة عن دين ربها إلا أن يرجع إلى ربه وخالقه؟ ويعمل بدينه الذي
هو مصدر عزه ونصره، وتحكيم لكتاب ربه وسنة نبيِّهِ حتى يسعد في العاجل
والآجل، ويجاهد نفسه في التشبه بمثل ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- وصحابته الكرام.



وسواء تعلم الإنسان ذلك من ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب، في دول الخليج أو في مصر...؛ فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها.



ولا
يُعتب على من دان بالشيوعية والاشتراكية وأوفد البعثات لروسيا لنقل منهج
ماركس ولينين للمسلمين!! فهل تحقق الصلاح والفلاح للبلاد والعباد بهذه
النظم الضالة والعقائد المنحرفة حتى يواجه أبناء الدعوة الإسلامية بمثل
هذه الاتهامات السفيهة؟!



في هذه الأجواء بزغت الدعوة، وقد
تجنبت تكفير المجتمعات، ودخول البرلمانات، وحمل السلاح، فدخلت كل بيت بفضل
الله، وضعف أثر الصوفية والإرجاء، وتلاشت بدع وضلالات، وانتشرت صور العمل
والعمل بالكتاب والسنة في الكثير من نواحي الحياة، وقوي العمل بالنص
والدليل (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ
النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ)(الرعد:17).



فها نحن نلمس
طوفان التدين آخذ في الازدياد والاتساع يوماً بعد آخر، حتى وصل الأمر إلى
قطاعات لم تكن تعرف ربها من قبلُ كالفنانين وغيرهم. فجزى اللهُ الإسلامَ
عنا خير الجزاء، كما قيل للإمام أحمد: جزاك الله عنا خيراً، قال: بل جزى
اللهُ الإسلام عنا خيراً.



لقد بورك في كلمات رواد هذه
الدعوة من المتقدمين والمعاصرين كابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب، وابن
باز، وكان للشيخ الألباني -رحمه الله- بصمة لا تخفى على أبناء هذه الدعوة،
وبلغ التأثر به حداً جعل البعض لا يستدل إلا بتصحيحه وتضعيفه -رحمه الله-،
وضعف قدر الحافظ بان حجر فضلاً عن الترمذي وأبي داود بالمقارنة بالألباني،
عند فريق آخر، وربما طلب تحقيقاً للألباني لكتب ابن تيمية وابن كثير
وأمثالهما، وصارت الحواشي أسفل كل صفحة عنوان للكتاب المحقق، ووسيلة أسرع
لترويجه.



انتشرت مسائل اجتهادية ضعيفة للشيخ الألباني
-رحمه الله- على غرار تحريمه لارتداء المرأة للذهب المحلق، ومنعه الاعتكاف
إلا في المساجد الثلاثة، وقد سارت هذه المسائل سير النار في الهشيم حتى
كانت مسألة تحريم الذهب المحلق على كل لسان أينما طرحت مسألة ارتداء
المرأة للذهب.



وكان من الظواهر اللافتة للنظر: تَدَنِّي
الاهتمام بالقرآن وعلومه في مقابل الشغف بالحديث وحفظه ورجاله، فكنت تجد
من يجيد الاستدلال بالحديث، ويتكلم في علم الرجال، وهو لا يحفظ كتاب الله
-تعالى-، ولا يحسن الاستدلال بالآيات على المسألة التي يتحدث فيها



وهذا
وغيره قد يكون قد انتهى واختفى، أو ما زالت آثاره مستمرة في بعض الأمكنة
والأشخاص؛ ولذلك نحتاج لعدة وقفات تصحيحاً للمسار وإبراءً للذمة، ونصيحة
للمسلمين، فالدين النصيحة، لله ولكتاب ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم،
كما ورد في حديث تيمي الداري -رضي الله عنه-.



وإليكم هذه الوقفات:



أولاً:
ما منا إلا وَرَدَّ ورُدَّ عليه، كما قال الإمام مالك -رحمه الله-، فليس
منا معصوم، وكل إنسان يؤخذ من قوله ويُترك إلا رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-، وشيخ الإسلام حبيب إلى أنفسنا، والحق أحب إلينا منه.



ولكل
جواد كبوة، ولكل عالم زلة، وما كل خلاف جاء معتبراً، والحق مقبول مِن كل
مَن جاء به، والباطل مردود على صاحبه كائناً من كان، والحق ما وافق الكتاب
والسنة، والباطل ما خالف ذلك.



والمجتهد والحاكم إذا اجتهد
فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر. وهذا وغيره يصدق على الألباني
وابن باز وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.



ثانياً:
المغالاة في الصالحين والمعاصرين ملموسة ومحسوسة، وما من شيء نعتبه على
الخلق إلا وفينا لوثته -لو تأملت وتدبرت-، وكأننا نكيل بمكيالين، فإذا
كانت الصوفية تصرف العبادة للمقبورين بزعم محبة الأولياء والصالحين، ونعتب
على أصحاب الجمود المذهبي، ونعيب على من يقدم الرأي والعقل على النص، فمنا
من ينظر إلى إمام مسجده على أنه العالم الأوحد، وينافح ويدافع إلى حد
تقديس الأشخاص على حساب الحق



ومِنا مَن يقدم الشيخ
الألباني -رحمه الله- على أمثال الحافظ ابن حجر، فماذا يكون الشأن لو بُعث
الحافظ ابن حجر والشيخ الألباني في زمن واحد، وعصر واحد؟ وهل كنا سنؤخر
الحافظ ابن حجر؟! ولا خلاف أبداً على إثبات صفة العلم بالحديث لكليهما،
ووجوب الاحترام والتوقير لهما والاعتراف بقدرهما وفضلهما.



ثالثاً:
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن الشيخ الألباني -رحمه الله- فقال: هو
محدث أجود منه فقيه، وهذا لا يضير الشيخ الألباني، وليس الكلام طعنا، ولا
انتقاصاً من قدره، فالبعض قد يوصف بأنه مؤرخ أو مفسر أو أصولي أو فقيه أو
محدث.



وربما انصرفت همة البعض إلى جمع الحديث، وفريق إلى تصحيحه، وقلة إلى الجمع والتصحيح فجزاهم الله خيراً على ما قدموا للإسلام وأهله.



واليوم
نسمع عن رسالة الدكتوراه في مثل رأس المسمار، ومتخصصين في دقائق المسائل،
والكمال والإحاطة لله وحده. وهذا لا يمنعنا من التواصي بشمولية النظرة
ومتابعة العلم النافع بالعمل الصالح، وتقديم الأهم على المهم في العلم
والعمل والدعوة إلى الله.



وانشغالنا بالحديث لا يتعارض مع
اهتمامنا بمصطلح الحديث، ودراستنا لمصلح الحديث لا تدعو للاستهانة بأصول
الفقه. واستنباط الأحكام الشرعية تتطلب اجتهاداً ومعرفة بالكتاب والسنة
وما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه، بل لا يحل للإنسان أن يتكلم في دين الله
حتى يعلم ذلك، فلربما صادم ما اتفق عليه أهل العلم، ولابد من معرفة
بالقياس وشروطه، فقد كان عمر -رضي الله عنه- يقول لأبي موسى الأشعري: ألحق
الأشباه بالأشباه، والأنظار بالأنظار. هذا بالإضافة إلى المعرفة باللغة
العربية، وإدراك السنن الشرعية والكونية بما يحقق المصلحة، ويدرأ الشر
والمفسدة.



رابعاً: لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك
أستار منتقصيهم معلومة، وإذا لم يكن العلماء أولياء لله فليس لله ولي، كما
قال الشافعي -رحمه الله-. وفي الحديث: (مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ
آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ) [رواه البخاري]، ولكل جواد كبوة، ولكل عالم زلة،
ونحن ندين لله -تعالى- بمحبة علماء الأمة وصالحيها، فالعلماء هم ورثة
الأنبياء، ويحمل هذا العلم من خلف عدوله، ينفون عن دين الله تحريف
الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ولولا العلماء لصار الناس
مثل البهائم.



ولا نقبل التعصب ولا التحزب على حساب الحق،
فالشيوخ والدعوات توزن بميزان الكتاب والسنة، والهفوات التي تبدر من
العلماء عساها مغمورة بجوار سيل حسناتهم ودلالتهم للخلق على طريق الله،
وإذا كنا نرفض قول الصوفية: لكل شيخ طريقة، ونقول: كل الطرق مسدودة إلا من
طريقه -صلوات الله وسلامه عليه-، فكذلك الأمر نرفض أن يقال: سلفية
الإسكندرية، وسلفية الشيخ الألباني، وسلفية اليمن، وبعدد الأفراد والشيوخ
تصبح سلفيات!!!



فما الحق إلا واحد (فَمَاذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ) (يونس:32)، والسلف هم الصحابة ومن تابعهم بإحسان
من سائر قرون الخيرية، وأئمة الدين العدول، والسلفيون هم من تابعوهم على
هذا الفهم إلى يومنا هذا من أهل السنة والجماعة، (يَوْمَ تَبْيَضُّ
وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) (آل عمران:106)، قال العلماء: تبيض وجوه أهل
السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والافتراق.



فالطائفة
الظاهرة الناجية المنصورة هم أهل الحديث وأصحاب الأثر، وتشمل الفقهاء
والمجاهدين والعباد والزاهدين، وهذا الطريق سار فيه الأئمة الأربعة،
وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك، وابن تيمية، وابن القيم،
وابن كثير، وابن باز، وابن عثيمين، والألباني -رحمة الله عليهم أجمعين-.



عقيدتهم
واحدة، وإن اختلفوا في بعض المسائل، فهو خلاف لا يفسد للود قضية، وقد كان
أبو بكر وعمر يتناظران في المسألة لا يقصدان إلى الخير، ومع بقاء الألفة
والأخوة الإيمانية، وهكذا يجب أن نكون.



وكان الإمام
الشافعي -رحمه الله- يقول: معي صواب يحتمل الخطأ، ومع خصمي خطأ يحتمل
الصواب. وقال: ما ناظرت أحداً، إلا وأحببت أن يجري الحق على لسانه. ولقي
بعض إخوانه ممن يخالفونه فأخذ بيده وقال: أما يليق وإن اختلفنا أن نبقى
إخواناً. واعترضه رجل بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتأخذ
به؟ فقال الشافعي: وكيف لا آخذ به؟! أرأيتني خارجاً من كنيسة؟ أرأيتني
مرتدياً زناراً؟!



خامساً: من حسنات الشيخ الألباني -رحمه
الله- اهتمام أبناء الدعوة بمعرفة الصحيح من الضعيف، والسعي لاقتناء الكتب
المحققة، ومن المعلوم أن الحافظ ابن حجر من أكابر المحققين، وهو أمير
المؤمنين في الحديث، والحديث الذي لا يعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية ليس
بحديث.



وقد يحدث أن تسمع البعض يسأل مثلاً: هل كتاب ابن حجر الفلاني أو كتاب ابن تيمية هذا محقق؟!



وكأنه
لابد من سطر وحاشية أسفل الصفحة حتى يطمئن لتحقيق الكتاب، ولا ندري من
سيستدرك على من في مثل هذا الفن الدقيق؟! وهل يصلح من التزم منذ سنة أو
سنتين أن يقوم بمثل هذه المهمة الاجتهادية؟ وكيف يوثق في رأيه؟ ومن الذي
يقدمه على اجتهاد ابن حجر وابن تيمية في التصحيح والتضعيف؟



كان
يكفي أن يقول ابن تيمية: رواه أبو داود، وهو حديث صحيح، حتى يكفي في
الاحتجاج به، أو يقول -محتجاً بالحديث-: رواه الترمذي، ولكن -للأسف- صارت
الديباجة أسفل الصفحة عنواناً للتوثيق والتحقيق.



وقس على
ذلك ما يفعله البعض مع تفسير الحافظ ابن كثير، والجهالة بقدر الشيخ ابن
باز -رحمه الله- والذي لا يقل في الرتبة عن درجة الشيخ الألباني في معرفة
الحديث.



والعجب يطول وأنت تسمع نبرات الاستهانة بالترمذي، وأبي داود، وابن رجب، وابن الجوزي، والنووي، وكلهم حُفـَّاظ.



إن
الانبهار بالألباني لا يدعو لانتقاص الآخرين وكأنهم كانوا عيالاً يلعبون!!
فالمقامات محفوظة، وإن جهلها البشر، والشيطان فقيه في الشر، والبعض ضيق
الصدر والأفق، لا يتسع قلبه لتوقير واحترام الجميع، وإنزال الناس منازلهم.



يتسع
صدرك إن سمعت خطيباً يحتج بحديث صححه ابن تيمية، أو ابن حجر حتى وإن ضعفه
الألباني، ويتسع أفقك ثانية لاختلاف الأحكام المترتب على ذلك، وأنت لست
بمتخصص، فلو تابت الأوثق والأعلم عندك فلا حرج عليك؛ لأن الحديث مختلف في
تصحيحه، ولا تحجر واسعاً.



فالحدة والعنف في إلزام المخالف
تصحيح وتضعيف الشيخ الألباني لن يحسم المسألة والخلاف، وخذ على سبيل
المثال لا الحصر: مسألة مسح الوجه باليد بعد الدعاء، فالحافظ ابن حجر،
وابن عثيمين من المتأخرين يعتبران الحديث من الحسن لغيره، والشيخ الألباني
يضعفه، ولذلك يبدع هذا الفعل، بينما يراه الفريق الأول سنة.



وهناك
أحاديث ضعيفة السند صحيحة المعنى، كحديث علي -رضي الله عنه- عن القرآن
الكريم: (هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من عمل به
أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم...) فقد يذكره
المتكلم لصحة المعنى دون نسبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا حرج
في ذلك، فانتبه.



وكذلك حديث: (أتاني جبريل فقال: يا محمد،
ما عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزي به وأحبب من شئت فإنك
مفارقه...) فمعناه صحيح، وإن كان الحديث مختلف في تصحيحه.



قد
يكون الناقل قرأ تصحيحه واحتجاج من يثق بعلمه به، وأنت ترى خلافه؛ وقد
يذكر الترمذي الحديث ويصفه بالضعف، ويعقب عليه بقوله: (وعليه العمل عند
أهل العلم).



فليتسع صدرك، وإياك أن تطيح في المخالفين تبديعاً وتفسيقاً وتجريحاً.



فهذه
مغالطة علمية من شأنها أن تقطع ما أمر الله به أن يوصل، ولو جاز ذلك لك
لجاز أن يفعله المخالف معك تبديعاً وتفسيقاً، فلا داعي لأن نكيل بمكيالين،
فالمسألة كلها من مخرج واحد، وعليك أن تؤدي للناس ما تحب أن يؤدوه لك،
لابد من المحافظة على معاني الأخوة الإيمانية، والوحدة الإسلامية، ولا
يتحقق ذلك إلا بمعرفة ما نتفق عليه، وما يسوغ الخلاف فيه.



سادساً: المُسْنِد هو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان عنده علم به، أو ليس له إلا مجرد روايته.



وأما
المُحَدِّث: فهو أرفع منه، بحيث عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال،
وأكثرَ مِنْ حفظ المتون وسماع الكتب الستة والمسانيد والمعاجم والأجزاء
الحديثية.



وأما الحافظ: فهو مرادف للمحدث عند السلف، واعتبر البعض رتبة الحافظ أعلى من رتبة المحدث.



وأعلى ذلك أمير المؤمنين في الحديث، وهي رتبة أمثال البخاري، وابن حجر.



قال
الإمام أبو شامة: علوم الحديث الآن ثلاثة، أشرفها: حفظ متونه، ومعرفة
غريبها وفقهها، والثاني: حفظ أسانيدها، ومعرفة رجالها، وتمييز صحيحها من
سقيمها، والثالث: جمعه وكتابته، وسماعه، وتطريقه، وطلب العلو فيه.



قال الحافظ ابن حجر: من جمع هذه الثلاث كان فقيهاً محدثاً كاملاً، ومن انفرد باثنين منها كان دونه.



تحتاج
الدعوة لأمثال الشيخ الألباني، ولمن يسلك مسلكه في طلب الحديث، وينتخب
لذلك مجموعة من النبهاء ممن حصلوا ما لا يسع المسلم جهله كالتوحيد وما
ينافيه من الشرك، والفرائض ما تصح به وما تبطل به، والحلال والحرام،
والشبهات ودفعها، وما تستصلح به القلوب، ومن يتعاهد النساء والأطفال
بالدعوة، ومن يربي الأجيال، ويقيم فروض الكفاية في الصناعة والزراعة
والهندسة والطب.



لابد من سد الثغرات وتضافر الجهود لإقامة
المجتمع المسلم الذي ننشده، والذي يتحاكم بشرع الله، والرجوع في هذا وغيره
لمثل ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام.



سابعاً:
وردت النصوص بشرف علم الحديث، وفضل رواة الأحاديث، وحث السلف على الحديث،
وإجلال الحديث وتعظيمه والرهبة من الزيغ عنه، وفضل المحامي عن الحديث
والمحيي للسنة، وأجر المتمسك بالسنة إذا اتبعت الأهواء، وأوثرت الدنيا،
وأن الوقيعة في أهل الأثر من علامات أهل البدع.



ولا يتسع
المقام لإيراد النصوص وذكر التفاصيل، ويبقى أن يقال: لابد من تعظيم
الحرمات والحيطة لجناب التوحيد والتشريع والذب عن سنة رسول الله -صلى الله
عليه وسلم-، وعن أعراض الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.



فهدم
السنة بمثابة هدم للقرآن وللدين؛ ولذلك نرفض دعوة القرآنيين، الذين يكتفون
بالرجوع للقرآن، ويكذبون بالسنة،فما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
مثل ما حرم الله (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل:44).



والسنة
لها شأن مع القرآن، تخصص العام، وتقيد المطلق، وتفصل المجمل، وتأتي بأحكام
غير موجودة في كتاب الله، وإذا لم نرجع للسنة فلا يمكن أن نصلي ولا أن
نزكي ولا أن نحج ونجاهد، وكذلك نرفض الاقتصار على البخاري أو على الصحيحين
مع كتاب الله، فقد تعبدنا -سبحانه وتعالى- بكل ما صح وثبت عن رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- سواء عند البخاري ومسلم أو عند غيرهما، وهما لم
يستوعبا كل الصحيح، وتركا من الصحيح أكثر لملال الطول، وقد صحت أحاديث على
شرطهما ولم يخرجاها في كتابيهما.



وهناك أحاديث صحت على شرط
الترمذي وأبي داود وغيرهما،والحديث الحسن على مداره معظم الأحكام، والحديث
الضعيف قد يأتي من طرق تقويه، وتكون له شواهد ومتابعات يرتقي بها إلى
مرتبة الاحتجاج .



وعمل البعض بالضعيف في فضائل الأعمال،
وخصوصاً إذا لم يكن شديد الضعف، وأن يندرج تحت أصل معمول به، وأن لا يعتقد
عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.



وقال الزركشي: الضعيف مردود ما لم يقتضِ ترغيباً أو ترهيباً، أو تتعدد طرقه، ولم يكن المتابع منحطاً عنه.



وقد تبسط البعض في نقل السير والغزوات، طالما لا تنطوي على أحكام شرعية.



فلا
غنى للأمة عن الهداة المهتدين، وعن العلماء العاملين الربانيين كالشيخ ابن
باز، والألباني، وكل من سار على درب سلفنا الصالح علماً وعملاً واعتقاداً.



وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.



وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم دينا
مشرف
مشرف



انثى
عدد الرسائل : 412
العمر : 48
الموقع https://omkareem.yoo7.com
المزاج : الحمد لله
نقاط : 633
تاريخ التسجيل : 13/01/2009

تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة   تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة Emptyالأحد يناير 31, 2010 2:06 pm

تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة 888888_7077070770
الى مزيد من الموضوعات المتميزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تنبيهات حديثية هامة لأبناء الدعوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى جنة الفردوس :: ركن السنة النبوية الشريفة :: ركن الاحاديث والاحاديث النبوية الشريفة-
انتقل الى: