[center] ميزان الإسلام لصورتين متناقضتين
أختي الكريمة .. صديقي العزيز: انظر معي وتأمّل بهاتين الصورتين المتناقضتين واجعلهما ميزان سهل في حياتك كمسلم
الصورة الأولى.
لقد ورد أن امرأة كثيرة الصلاة والصوم زمن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد ماتت فذكرها الصحابة بخير وظنوا أن عبادتها من كثرة صلاة وصوم ستدخلها الجنة ، فقال لهم نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنها في النار ولما سئل عن السبب؟ فقال : كانت تؤذي جيرانها .. وفي روية أن امرأة دخلت النار بهرة لأنها حبسته لا هي أطعمتها ولا تركتها تبحث عن طعامها لتأكل مما تجده على الأرض.
الصورة الثانية .. المتناقضة للأولى
ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكان يتحدث ويخبر صحابته الكرام : أن امرأة عاهرة (مهنتها الزنا) شربت من بئر ثم رأت كلباً يلهث من شدّة العطش فقالت أصاب هذا الكلب ما أصابني وشعرت بشدة عطشه فأخرجت من البئر ماءً وسقته للكلب . فعقب النبي قائلاً فشكر لها الكلب ، فغفر الله لها .. فدخلت الجنة.
هل فطنتِ أختي الكريمة و صديقي القارئ : من القصتين أن الله يريدنا أن نر حم العباد والمخلوقات مع عبادتنا له . ليرحمنا ويغفر لنا ويدخلنا الجنة وأنه لا تنفع الصلاة وحدها مع أذي مخلوقات الله تعالى وكذلك الصوم والحج والعمرة وبناء المساجد وطباعة المصاحف وعمارة المساجد وطلب العلم وكثرته إذا لم نرحم خلق الله ونبتعد عن ظلمهم والإساءة إليهم.
الخلاصة: تذكروا دائماً معي هاتين الصورتين لنفهم الإسلام جيدا لنفهم القرآن جيداً لنفهم النبي محمد والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلامً جيداً.
الصورة الأولى:امرأة (مرتبتها صحابية أمنت بالنبي محمد في حياته ) وهي تصلي الفرض وتكثر من النوافل والسنن وتصوم رمضان والنوافل ورغم ذلك تدخل النار بسبب أذي خلق الله وخاصة الجيران. وامرأة غيرها بسبب أذي حيوان (هرة)
الصورة الثانية: امرأة عاهرة زانية بعيدة عن الله. تشعر بعطش حيوان(كلب) فترحمه وتسقيه الماء. فيغفر الله لها الزنا والمعصية ويدخلها الجنة.. وهنا نفهم أن مغفرة الله ليست فقد لمن يصلي ويصوم من المسلمين بل لكل من كان عنده طيبة وخير من المسلمين المؤمنين الموحدين ولو كانت ذنوبهم تملآ الأرض عرضاً وتصل إلى الغيوم طولاً
هل فهمنا الإسلام هكذا ؟ هل فقهنا القرآن بهذه الكيفية ؟ هل وصلتكم مفهوم دعوة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بهذا المختصر البسيط ؟ فالحمد الله على نعمة الإسلام.
د: وليد علامة